السراء هي حالةٌ ينشدها النّاس ويطمحون للوصول إليها لأنّها تبعث الطمأنينة في نفوسهم، وتشعرهم بالراحة والبهجة والسرور، فالإنسان عندما يكون في رغدٍ من العيش، أو يتمته براحة البال بعيداً عن المشاكل والمنغصات هو في حالة سراء، في المقابل عندما يتعرّض للمشاكل والمنغصات تصيبه الضراء التي تعكر صفو حياته، وتبعث في نفسه الهمّ والقلق.
أكرم الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن جعل كلّ أحوال حياتهم خيراً لهم، فهم إن أصابتهم سراء فشكروا الله عليها كان خيراً لهم، حيث يعقب الحمد النّماء في المال والبركة والأجر الكبير، وإذا أصابتهم ضراء فصبروا كان ذلك خيراً لهم، حيث يوفّي الله الصابرين أجرهم بغير حساب، بينما الكافر لا يلقي بالاً لتقلّب أحوال الحياة به، ولا ينتفع بالسراء حيث تكون شراً عليه وإن استمتع بها ظاهراً، وسنذكر في هذا المقال طيف تكون السراء شراً على الكافر.
كيف تكون السراء شراً على الكافر والمنافقيظن كثيرٌ من الجهلاء أنّ ما يعطيه الله تعالى للمنافق والكافر من أمور الدنيا هي خيرٌ له، وأنّ ما يتيسر له من أمورٍ هي بسبب حظوظه في الدنيا، وهذا لا ريب تفكيرٌ خاطئ، فالله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا ونعيمها وخيراتها لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي دينه إلّا لمن أحب، وأنّ ما يفتحه الله للمنافقين والكافرين يكون شرٌ لهم ووبالاً من وجوه كثيرة، منها :
المقالات المتعلقة بكيف تكون السراء شراً على الكافر والمنافق